لا أحد منّا يفكّر خلال طفولته بالمفهوم العميق للسعادة. فهي بالنسبة له حينها أمر تلقائي يأتي بالفطرة. لكن مع التقدّم في العمر واكتشاف الحياة والغوص في أحداثها، تصبح السعادة فجأة أمرًا شديد التعقيد، وتبدأ في أخذ حيّز أكبر من حياتنا، فنقضي السنوات باحثين عنها ساعين للوصول إليها. وقد يضيع الكثيرون خلال بحثهم هذا فينسون حقيقة أنّهم على قيد الحياة.
إن كنت واحدًا من أولئك الذين نسوا أنهم يعيشون، فهذا المقال لك. جمعنا لكم اليوم 7 طرق بسيطة تضمن لك الشعور بالسعادة حتى وإن كانت الحياة تُحاول إحباطك وتحطيمك.
يعدّ فهم الذات ومعرفتها واحدًا من أصعب الأمور على وجه الأرض. فنحن لم نولد ومعنا دليل إرشادي لكيفية التعامل مع ذواتنا، أو طريقة إسعادها.
هذا ما يجعل الكثير من الأشخاص يبحثون عن السعادة في المكان الخاطئ. إنهم يركضون خلفها ويبحثون عنها في الخارج متناسين أنّ منبعها الحقيقي هو من الداخل. من دواخلنا.
من منّا لا يجد سعادته في رفقة الآخرين؟ ويشعر بالوحدة والحزن في غيابهم؟ بل قد يصل الأمر إلى الضياع والتيه…
إن لم تكن قادرًا على الاستمتاع برفقة نفسك، فأنت لا تستمتع حقيقة برفقة الآخرين. ابدأ بمنح نفسك ما تسعى بشدّة للحصول عليه من الآخرين. إن كنت تريد الحب، ابدأ بحبّ نفسك وتقبّلها كما هي.
تذكّر دومًا أنّ السعادة تأتي من العطاء، وإن كان لابدّ لك من أن تعطي، فابدأ بالعطاء لنفسك. في النهاية فالقلب المليء بالرضا والسعادة هو الوحيد القادر على منحها.
خذ وقتك للتواصل مع ذاتك وفهم ما تريده بالضبط. ستغمرك السعادة في اللحظة التي تدرك فيها أنّ بإمكانك العيش دون الحاجة لإثبات نفسك للآخرين. كلّما فهمت نفسك أكثر، قلّ احتمال تعرّضك للأذى من الآخرين.
امنح لكلّ تلك الأفكار التي تصول وتجول في عقلك، وركّز على ما تراه عمليًا ومنطقيا منها.
دوّنها على دفتر يومياتك بانتظام واقرأها من حين لآخر قبل النوم.
لا يمكن فصل الحزن عن الحياة. فمحاولة التخلّص منه نهائيًا أشبه بالشهيق دون زفير! وكلّما حاولت مقاومته أكثر ازدادت شدّته وحدّته.
المهرب الوحيد من الحزن هو بتقبّله واحتضانه… إنّنا نعيش في عالم مليء بالعواطف ولا مفرّ من التعرّض للمواقف السيئة المُحزنة.
في كلّ مرّة تواجه موقفًا عصيبًا يُحزنك، توقف قليلاً وفكّر في مشاعرك، ثمّ تقبّلها كما هي، وعبر عن حزنك بالطريقة التي تناسبك، حوّل حزنك إلى قوّة دافعة للأمام.
يمكنك أن تبكي أو تغضب، لكن تستطيع أيضًا أن تعبّر عن حزنك بالعزف أو الرسم أو الكتابة أو الغناء أو غيرها…حوّل حزنك إلى طاقة، إلى شيء جميل يراه الآخرون. فمن قلب الألم ينبُع الإبداع!
وفي كلّ مرّة تخفق فيها، اسعَ للتفكير في حلول وسبل لإصلاح ما أفسدته بدلاً من التركيز على النتيجة التي حصلت عليه وندب حظّك الذي أوصلك إلى هذه المرحلة.